كيف أضيف واستبدل عادة في حياتي؟




اهلين ومرحباً بك في VELDAIRE، مكانك المناسب لبناء أسلوب حياة مليء عافية وجمال وحب 

بما أن المدونة ستتحدث باستمرار عن عادات في العافية والجمال والحب، وجدت انه من المنطقي أن نتحدث عن العادات، ولهذا سنبدأ بهذه السلسلة التي سنتحدث فيها باستمرار عن أي شيء يخص العادات حتى نصبح فنانين في هذا الموضوع.

نقول بسم الله


إعادة نظر!

دعنا نفكر في الأمر لوهلة! راقب أيامك، راقب نفسك، ردود أفعالك، ما يحزنك وما يرضيك، الأمور التي أصبحت جيد فيها بغض النظر إن كانت إيجابية أم سلبية، صباحاتك، كلماتك، طريقة تفاعلك مع الناس، ماذا تفعل عندما تغضب أو عندما تتحمس! ماذا تفعل عندما تتسوق … وتستمر القائمة.

لو نظرنا قليلاً سنجد أن كل ما نفعله اليوم هو ناتج عن أفعال كررناها لمدة في السابق، لا شيء يأتي فجأة ولا شيء يذهب فجأة، الموضوع كله يتمحور حول لعبة ضخمة تأثيرها قوي جداً، فالعادات تستطيع رسم شكل حياتك وخياراتك وتحديد المسارات المتاحة لك.


هل الموضوع بهذه الجدية!

نعم الموضوع جاد! ولكن دعنا نبسطها ونجعلها ممتعة ومفهومة، سنشارك هنا مفاهيم وسنقدم لك أدوات تستطيع من خلالها تجاوز عقبات بناء العادات واستبدالها، إن كنت مستعد للتحدي اكمل القراءة أو عُد في وقت لاحق.




أقصي التحولات السريعة من حياتك

التحول السريع يحاول باستمرار أن يغريك، يبيع لك أوهام وتدفع له الكثير من الوقت والمال والجهد، ولكن للأسف كعادته المستمرة، سيأخذ كل شيء منك في لحظة وسيختفي. يستمر ببيع الوعود لك وعود تلهي عينيك وقلبك وعقلك عن الحقيقة، يجعلك تركز على الهدف ولا غير بدون إعطاء أي أهمية للقرارات والأعمال التي يخرج من احشائها هذا الهدف.

لا وجود للتحولات السريعة، وما يأتي بسرعة يذهب بسرعة، أحمي نفسك من هجمات التحولات السريعة التي تراها وتسمعها ويتناقلها الناس، لا تصدقها، ما يظهر بأنه سريع أنت لا تعلم ما الخطوات الصغيرة التي صنعته! لهذا أحكم على التحول السريع الآن وحالاً بالإقصاء، لا تصادقه لا تحبه ولا تدعه يغريك وتقع في شبكته بإعجابك به. 


استمتع بالرحلة

بعد ذلك أريدك أن تتعرف على صديقك الجديد، وهو الاستمتاع بالرحلة، هذا الصديق يتم صنعه يدوياً بأفكارك ومشاعرك وتصرفاتك، معه ستجد أنك تستمتع بكل خطواتك، لن تشعر بأنك تستصغر الخطوات الصغيرة التي تقوم بها لخلق عاداتك التي بدورها ستخلق حياتك، الاستمتاع بالرحلة هو صديقك الذي سيحميك باستمرار من ألاعيب التحول السريع.

أحرضك أيضاً أن تحوّل شعور الاستمتاع إلى حب وشغف شديد بالرحلة وبالخطوات الصغيرة والتحولات البطيئة الصغيرة، خذ نفسك للمرحلة الثانية وقوّي نفسك بهذه المشاعر وابني درعك.




لا تعتمد على التحفيز الذاتي

كذبة الاعتماد على التحفيز الذاتي أغلبنا وقع في فخها للأسف!، كما تعرف، الحياة متقلبة، مشاعرنا متقلبة، اعتمادنا على ربط عاداتنا واهدافنا بمدى تحفيزنا الذاتي وحماستنا، معركة لن ينهزم فيها سوانا، لتستطيع أن تدعم عاداتك الجديدة عليك أن تربطها بنظام مستقل ثابت غير مرتبط بشيء متقلب كالمشاعر والظروف. أغلب من يبدأ بالعمل على أهدافه وعاداته معتمد على تحفيزه الذاتي لم يستمر، وتراه يشعُر بالانهزامية ويلوم في ذاته ويرى أنه فاشل!


مكونات العادة

لن تستطيع أن تبني عاداتك وتستبدلها بدون التعرف على مكونات العادة، فكما أنّك مكون من العظام واللحم والجلد والأعضاء، هي مكونة من 3 أمور رئيسية :

1- الدافع المحفز (المذكر)

2- السلوك (المنهج)

3- الفائدة المكتسبة من السلوك (المكافأة)

كيف يمكن استعمال هذا المكونات لبناء العادات؟


1-استخدام المذكرات المناسبة
James clear كاتب مهتم بالعادات ستجد له كتاب في جرير باسم Atomic
Habits
، أحببت طريقة ذكرها في دليل لبناء العادات يقدمه على موقعه، وهي طريقة لخلق المذكر المناسب للعادة الجديدة التي تريد أن تضيفها عن طريق خطوتين:

1- ربط العادة الجديدة بعادة قديمة

2- عمل مذكر مرئي


مثال: أردت أن أعتمد عادة الامتنان كل يوم، الخطوة الأولى هو ربط هذه العادة الجديدة بأي عادة قديمة أقوم بها يومياً ووقع اختياري على النوم. الخطوة الثانية وضعت مذكر مرئي بجانب فراشي صورة مكتوب عليها "امتن"، وهكذا كلما تمددت على السرير واستعديت للنوم أرى المذكر وأمتن.

وهذه الطريقة جميلة جداً لأنها تعمد على عدم الاعتماد على الدوافع الذاتية. 
يذكر جيمس طريقة لاختيار العادة القديمة المناسبة للعادة الجديدة وهي كالتالي:

أجلب ورقتين وأكتب في الورقة الأولى قائمة بكل الأمور التي تفعلها كل يوم بدون تقصير، مثل: النوم - الأكل - الاستحمام - ترتيب فراشك - انتعال الحذاء - تحضير الفطور - استخدام تويتر … الخ

أكتب في الورقة الثانية كل الأمور التي تحصل لك كل يوم، مثال: وصول رسالة نصية من شخص معين، وصول ايميل، الإشارة تصبح حمراء فتقف - إعلانات على اليوتيوب - شروق الشمس وغروبها – انتظار المصعد ...الخ

وهكذا أربط العادة الجديدة التي تريد أن تستحدثها بإحدى الأمور التي تفعلها أو تحصل لك يومياً ، ثم إذا استطعت ضع مذكر مرئي ليساعدك بشكل أكبر لتسهيل العملية.


2-إجعل السلوك سهل سهل سهل
عندما تجعل السلوك الذي ستقوم به بعد المذكر الذي حصلت عليه سهل جداً، هكذا أنت تعزز العادة، لأنه من الشروط الأساسية لكل العادات هي أن يكون سلوكها سهل وسريع، مثل التدخين، أنت لا تحتاج لشيء سوى أن تضعها في فمك وتقوم باستنشاقها، ولاحظ أن كل العادات غالباً تبدأ بسلوك سهل جداً، هذه السهولة هي من تسمح للعادة بالاستمرار والتطور لاحقاً.

مثال: عندما ربطت الامتنان والنوم، حاولت جعل الأمر سهل جداً،  فقلت "سأمتن لشيء واحد فقط". هذا كل ما عليّ أن أفعله، الموضوع لا يتمحور حول الكمية، بل يتمحور حول الاستمرارية، "قليل دائم خيرٌ من كثير منقطع" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" هذه السهولة الكبيرة في السلوك ستجعلك غير قادر على الفرار منه، وسيسهل عليك التكرار اليومي لتقوية جذوره ببطأ.



3-كافئ نفسك باستمرار
كما ذكرنا سابقاً في تكوين العادة، مذكر ثم سلوك ثم مكافأة، هذه المكافأة هي التي تعزز السلوك وتجعلك ترغب بأن تعود لفعله، ويجب أن تكون إيجابية، إن كنت لا تحصل على مكافأة لن تستمر في فعل السلوك، وأفضل مكافأة من الممكن أن تقدمها لنفسك هو الحديث الإيجابي، مثال: عندما أنتهي من امتناني قبل نومي أقول لنفسي "انتِ رهيبة" وابتسم. العقل يعجبه الموضوع يصير يعيده ليحصل على المكافأة مرة ثانية. لا تعتمد على المكافأة المتكلفة الصعبة، نريد تبسيط الأمور لأبعد حد، وأفضل مكافأة هي الشعورية.


أخيراً: كن مدمن حب للخطوات الصغيرة
إن كنت أقصيت التحول السريع مثلما اتفقنا، وبدأت تصادق وتحب الاستمتاع بالرحلة، ستجد أن لديك قدرة أكبر بالاستمتاع بالنجاحات الصغيرة التي تقوم بها بشكل يومي. ولن يشغل بالك بالعائد الكبير والهدف النهائي باستمرار، عندما تستمتع بالخطوات الصغيرة اليومية هكذا ستكون في فريق الناس التي تؤمن بأن كل شيء كبير ناتج من الكثير والكثير من القرارات والعادات الصغيرة. لا يستهان بها!


سنكمل حديثنا عن العادات قريباً بإذن الله، وتستطيع متابعة هاشتاق #فن_العادات على تويتر لمعلومات أخرى.

أتمنى لك بناء عادات سهل وممتع.

كن بخير. كن بعافية وجمال وحب


للتواصل هنا

تابعني على حساباتي في السوشال ميديا @veldaire


مراجع


The power of habits book

Mini Habits: Smaller Habits Bigger Results book

No comments

Post a Comment