العادات المبنية على النتيجة vs العادات المبنية على الهوية

مرحباً بك في ڨلداير، المكان الذي نحاول فيه سوياً بناء أسلوب حياة يتسم بالوعي والعافية والجمال والحب

اليوم حديثنا يتمحور حول نوعين من العادات، العادات المبنية على النتيجة التي نريدها والعادات المبنية على هويتنا (( هذه الفكرة مقتبسة من كتاب atomic habits للكاتب جيمس كلير )) نقول بسم الله.

ماذا نعني بالعادات المبنية على النتيجة / الهوية؟

أولاً علينا أن نعرف أن هنالك 3 طبقات تستطيع أن تغير أنفسنا فيها :

الطبقة الأولى: تغيير المخرجات

في هذه الطبقة تركز على تغيير النتائج، مثلاً الوصول لجسد مرن، نشر فيديوهات على اليوتيوب، أو الفوز في تحدي (النتيجة الأخيرة من أي شيء)

الطبقة الثانية: تغيير العمليات

هذه الطبقة تهتم بتغيير النظام الذي تعمل من خلاله لتحصل على النتائج، مثلاً قمت بتجهيز موقع للتصوير في غرفتك لفيديوهات اليوتيوب التي تنشرها أو قمت بإتباع نظام تمارين معين لتصبح أكثر مرونة.

الطبقة الثالثة: تغيير الهوية

هذه الطبقة هي أعمق وأهم طبقة، نأخذ مثال عليها الصحابة الكرام عند تحولهم من مشركين إلى مسلمين، هذا التحول الذي حصل في هويتهم تحولت معه العمليات والمخرجات تلقائياً. لماذا تغيير الهوية هو أعمق وأهم نقطة؟ لأنك عندما تغير الهوية التي تتبناها، ستتغير على أساسها القناعات والمعتقدات ونظرتك لنفسك والعالم، وستتحرك وفق هويتك الجديدة وما تظن انه أنت!! 

وهذا ما يتحدث عنه جيمس، حيث أنه يرى أن تغيير العادات أو إضافتها عن طريق تغيير الهوية والتركيز عليها وعدم التركيز على النتائج يعتبر أهم عامل في جعل العادات تستمر لأجل طويل.

خطوتين أساسية لتبني عاداتك على أساس الهوية

1- حدد الشخص الذي تريد أن تكون عليه.

2- أثبت هذه الهوية لنفسك عن طريق النجاحات الصغيرة.

ما الحل إن كنت لا أعرف ماذا أريد أن أكون!!

هذا سهل جداً، إن كنت لا تستطيع أن تحدد الهوية التي تريدها، راقب النتائج التي تريدها، تريد أن تتحلى بالرشاقة؟ تريد أن تملك عملك الخاص؟ تريد أن تنظم نومك؟ تريد أن تحصل على درجات عالية؟ تريد أن تكون أكثر وعياً؟ تريد أن تقرأ 12-24 كتاب في السنة؟ حدد النتائج التي تريدها ثم استخلص منها الهوية التي ستحقق هذه النتائج. مثلاً:

- أريد أن اقرأ 24 كتاب في السنة (النتيجة) // سأكون الشخص الذي يقرأ كل يوم لمدة ساعة أو نصف ساعة (الهوية)

- أريد أن أتحلى بالرشاقة (النتيجة) // سأكون الشخص الذي يتحرك كثيراً خلال يومه أو سأكون الشخص الذي يتمرن 4 مرات في الأسبوع (الهوية)

وهكذا… الموضوع أصبح لا يتعلق بالنتيجة، بل أصبح يتعلق بمن هو أنت والمبادئ التي تريد أن تعيش على أساسها. كأنك تقول لنفسك وللعالم كل يوم، أنا الشخص الذي يفعل هذا وهذا،. هذا أنا.

طبعاً لا داعي للعجلة كما ذكرنا في التدوينة السابقة (اضغط هنا إن لم تقرأها ) عليك أن تثبت هويتك الجديدة لنفسك من خلال الخطوات الصغيرة والنجاحات الضئيلة. فإما أن تكون وتستمر بالعمل خطوة خطوة أو يمكنك أن تتخلى عن هذه الفكرة وتجد شيئاً آخر.

أنا أكون ...

هذه الطريقة فعّالة 100% ، فكما تعرفون لن أقترح في المدونة أي أمر لم أجربه بشكل شخصي، وهذه إحدى تجاربي:

كنت أعاني بشدة من النوم الغير منتظم والسهر، كان الموضوع جداً متعب بالنسبة لي، وجهي تأثر من السهر وحتى علاقتي وحضوري مع عائلتي، انجازي وأعمالي تتعطل، جهازي الهضمي غير مرتاح، والأكل (خلينا ساكتين)، كنت لا أشعر بالراحة ابداً مع هذا النظام. فبدأت محاولات تنظيم نومي، ولكن! ظهرت لي مشكلة أكبر بعد تنظيمه، أصبحت قلقة ومتوترة جداً حيال نومي "بس خايفة لا يخرب"

ممكن كل شخص يعرفني يعرف قصتي مع النوم، بعض الأحيان كانوا يسألوني "أنتي ليش مسوية هالقد هوليله على النوم" ما كنت أتوقع أحد يفهم صراحة. لكن الحمدلله حولي كثير من الناس الداعمين، تحملوا وجهي العبوس ومراحل نومي المتقلبة، أوجه لهم الشكر.

لم يكن مريح لي أن استمر بالقلق حيال نومي هكذا، فقررت أن أحوّل تركيزي من النتيجة (نومي منظم) إلى الهوية ( أنا شخص يستيقظ الصباح يومياً)، هذه القناعة الرهيبة الخطيرة سهلّت حياتي بطريقة عجيبة، أصبحت مرنة أكثر وأستطيع أحياناً أن أتحمل السهر لقضاء أموري بدون خوف وقلق على نظام نومي، معدل توتري وقلقي انخفضوا بشكل كبير، أصبح الموضوع يتعلق بمن أنا وليس بشيء خارجي من الممكن أن يضيع في أي لحظة. تركيزي أصبح على من أنا وليس على النتيجة.

أقترح عليكم تجربة هذه النقطة وأتمنى أن تستفيدوا مثلما استفدت. شكراً جداً لوقتكم و حضوركم، متشوقة أسمع منكم تجاربكم في بناء واستبدال العادات.

تابعوني على وسائل التواصل الاجتماعي @veldaire

وتواصلوا معي لأي استفسار من هنا
كونوا بخير، كونوا بعافية وجمال وحب👑