استمر بالسباحة، استمر بالتحرك

مرحباً بك على VELDAIRE

حيث العافية والحب والجمال

على نهايات عام 2010 بالضبط في مدينة مكة المكرمة أقمنا عزى جدّي الحبيب، كنت في السادسة عشر من عمري، وفي هذا العمر أدركت التالي:

"كل شيء يتحرك حتى لو أنا توقفت"

كنت حزينة جداً على وفاة جدّي

ولكن أثناء مراقبتي لكل شيء حولي أدركت:

"لا شيء سيتوقف لحزني!"

الناس تعمل، الطيور تطير، الشوارع مليئة بالناس، الضحكات والكوميديا مستمرة، الأرض تدور، والشمس تشرق. لم يتوقف الموضوع هنا! حتى اعضائي استمرت بالعمل، وهي أقرب شيء في داخلي! هي أكثر من يشعر بحزني! رغم ذلك استمر قلبي ينبض واستمرت أنفاسي بالتتابع، واستمر شعري بالنمو، واستمرت خلايا جسدي بالتجدد.

في هذه اللحظة:

"كل شيء فعلاً سيستمر بالحركة، ربما جدّي رحل، والعالم مُستمر بالحركة وكأنه لا يأبه، لكن الحقيقة، أن الموضوع ليس شخصي لهذه الدرجة، هذا العالم وهذا ما نحن هنا من أجله، الاستمرار، رغم أي شئ وكل شئ. سنستمر بالحركة وسيخف هذا الألم يوماً ما، وستعود ضحكاتنا وكأننا لم نفقد شيئاً البتة، هذه هي الحقيقة، نحن خُلقنا لنستمر ونتقدم مهما كان، لا مكان للتوقف هنا"

قانون الحركة

الحركة والتوقف

وجهة نظر نحو التوقف

من وجهة نظري المتواضعة أجد أن التوقف في الحقيقة هو تراجع، فالحركة هي الأساس ولا وجود للتوقف، فأنت إما تذهب للأمام أو للخلف، لا مجال للتوقف سوى من خلال مفارقة الحياة. ستقول لي ولكن أنا أحتاج أن أتوقف بعض الأوقات لأشحن ذاتي وأعيد ترتيبها، أو ربما أنا أتوقف خلال نومي أو خلال جلسة استرخائي وتأملي. سأقول لك ربما أنت تراه توقف ولكنّي أراه حركة …

أنواع الحركة:

حركة للأمام

في هذه الحركة أنت تفعل ما  يأخذك للخطوة التالية، للشيء الأفضل، لليوم التالي، للفكرة التالية، للشعور التالي وهكذا. في هذه الحركة أنت تأخذ بنفسك وبحياتك نحو الأمام، نحو التحسن، نحو النمو. في هذه الحركة أنت تختار التقدم.

حركة للخلف

في هذه الحركة أنت تفعل ما يأخذك خطوة للخلف، مثلاً أنت تختار أن تتشبث بفكرة غير مفيدة أو شعور يقيدك، تشبثك هو حركة للخلف لأنك لا تفعل ما يحركك للأمام. اختيارك بشكل واعي أو غير واعي لعادات سلبية/ أفكار سلبية/ مشاعر سلبية ...الخ هو حركة أيضاً للخلف.

أحياناً يمكن أن يكون التوقف حركة للأمام أيضاً، مثال على ذلك الاسترخاء، أنت تتوقف عن فعل الأمور التي تفعلها كل يوم لتعيد شحن ذاتك. شحن الذات هو حركة حقيقةً وليس توقف عن الحياة لأنك تنتقل به من نقطة لنقطة أفضل.

عموماً، في الحركة للأمام ستجد التحرك والتوقف، وفي التراجع ستجد التحرك والتوقف. الذكي من يستطيع أن يعرف متى يتحرك وأين يتحرك ومتى يقف وكيف يقف؟

اليوم اختار أن تتحرك

اختار بشكل يومي أن تتحرك وتحسّن من ذاتك وحياتك، حتى وإن كنت متألم أو حزين، وظروفك ليست جيدة جداً، مسؤوليتك دائماً أن تحرّك نفسك لتشعر بشعور افضل مرة بعد مرة، لتفكر أفكار أفضل مرة بعد مرة وتمارس عادات أفضل مرة بعد مرة، وتحيى حياة أفض مرة بعد مرة.

سأشاركك بعض الأمور التي تستطيع أن تتحرك فيها بشكل عام:

أفكار أفضل

تعلم إيجاد أفكار أفضل وحسّن طريقة تفكيرك، اسأل نفسك بشكل مستمر عندما تجد فكرة غير مفيدة في رأسك، كيف سأشعر ان صدقت هذه الفكرة؟ هل هذا مفيد لي؟ ثم اختر فكرة أخرى أفضل وهكذا. تعلّم تقنيات التعامل مع الأفكار، تعلّم كل شئ من الممكن أن يحسن تفكيرك وأفكارك. التعلّم والتوسع والعادات وكل شئ ستفعله هنا هو حركة.

مشاعر أفضل

اعمل على إيجاد شعور أفضل من الشعور الذي تشعر به حاليّا باستمرار، يطرأ على بالي الآن مقياس المشاعر لاستر هكس ذكرته في كتاب (اسأل تعطى)، ضعه أمامك وحاول أن تنتقل من شعور لشعور أفضل عن طريق تمارين مختلفة ذكرتها استر في كتبها المختلفة

من الممكن أيضاّ أن يكون لديك أمور معينة تحسّن مزاجك وتعيد تشكيل مشاعرك وتنعش أفكارك يمكنك أيضاً القيام بها.

أهم ما في الأمر أن لا تدع أيامك تتوالى عليك وأنت تدور في نفس المشاعر باستمرار، حدد الشعور الذي تريده وتحرك تجاهه بهدوء وروية وسكون.

جسد أفضل

أوه هذا موضوع بحد ذاته، نوم أفضل، غذاء أفضل، صحة أفضل، قناعات عن الجسد أفضل، رياضة أفضل ...الخ. الكثير مُقتنع أن الجسد يتراجع مع الكبر، ماذا لو العكس يحصل؟ ماذا لو أن الجسد من الممكن أن يستمر جيد أو أن يصبح  أفضل مع الكبر؟ ما الأمور الصغيرة التي تستطيع أن تبدأ بها من اليوم لتكوين جسد أفضل؟ كل فعل ستقوم به هنا إن كان فعل مفيد أو غير مفيد هو حركة إما للأمام أو للخلف.

بيئة أفضل

أعمال البيئة هي الأمور التي تقوم بها في البيئة المحيطة بك بداية من غرفة نومك لكامل منزلك أو حتى مدينتك أو للبيئة بشكل عام لتكون أفضل وأكثر جمال وأكثر عافية يوم بعد يوم. وطبعاً هناك حركة للأمام وحركة للخلف، من أمثلة الحركة للخلف: الفوضى/ الكراكيب/ عدم النظافة/ رمي القاذورات في الشارع/ استهلاك ما يضر البيئة بمعدلات كبيرة...الخ والعكس صحيح.

حالة مادية أفضل

تستطيع أن تتحرك إما للأمام أو للخلف في حالتك المادية بحسب حركة أفكارك وأسلوب صرفك وطريقة شعورك تجاه المال، فتستطيع أن تتحرك لحالة مادية أفضل من خلال التعلّم عن المال والاستثمار وانشاء المشاريع...الخ، وتستطيع أن تتحرك للخلف من خلال التبذير وقلة المعرفة ..الخ. كل خيار ستختاره هو حركة.

علاقات أفضل

كيف يمكن أن تتحرك اجتماعياً نحو الأمام؟ ماهي الحركة التي تحتاجها لتأخذ نفسك خطوة للأمام اجتماعيا، التعلّم أكثر عن بناء العلاقات؟ مراجعة أفكار عن الناس والعلاقات؟ الخروج من المنزل والتعرف على شخص جديد؟ شراء هدية لصديق؟

الموضوع ذاته ينطبق على كل شيء آخر في حياتك (الروح/الأبوة /الحياة الزوجية/ العمل والتعلم ..الخ) وتستطيع أن تتخصص اكثر في هذه التقسيمات مثلاً (ديكور/ طبخ/ تعامل مع قلق/ عادة سلبية معينة ...الخ)

استمر بالتحرك مهما كانت الظروف والعادات والحالة التي تعيش بها غير جيدة، مهما كانت مشاعرك، تحرّك لحالة أفضل.

خطوات بسيطة واحتفالات كبيرة

عندما تتحرك، لا تضخم الأمور، اتركها بسيطة، اجعل سعيك بسيط ولكن في  نفس الوقت ذكي، لا تجهد نفسك، تعلّم الانضباط والاستمرار بشيء صغير، تحرّك كنسمات الهواء لا كالأعاصير.

 بعدها راقب انجازاتك واحتفل بها، اكتبها وسجلها وتحدث مع نفسك عنها وتحدث بها مع غيرك، كل أفعالك كبيرة ومهمة، لا تُصغرها، كن انت أول شخص مُهتم بإنجازاته مهما كان حجمها وتقييمها.

أخيراً
لا أتوقع أن هنالك انسان يستمر بالتحرك نحو الأمام 24/7 في كل جوانب حياته، ولا أتوقع أن هنالك دستور واحد مؤكد في كيفية التحرك نحو الأمام، فربما شخص يجد الموسيقى حرام وعندما يستمع لها تضيق نفسه وهكذا أصبحت الموسيقى حركة للخلف بينما شخص آخر يعتبر الموسيقى حركة له للأمام لأانها تحسن مزاجه!

أنت صاحب الحركة وأنت صاحب الاختيار
اختار باستمرار حركة أو توقف يساعدك على أن تكون أفضل 
بالمختصر:

توقف لتتحرك نحو الأمام

وتحرك لتتحرك  نحو الأمام

أراكم لاحقاً في تدوينه جديدة وعادة عافية جديدة

كونوا بخير

كونوا بعافية وحب وجمال